واشنطن تبلغ السلطة فشل مفاوضاتها مع اسرائيل لوقف الاستيطان

اعلنت مصادر فلسطينية الخميس أن واشنطن ابلغت القيادة الفلسطينية ان مفاوضاتها مع اسرائيل بشأن تجميد الاستيطان فشلت مرة اخرى، وانها بحاجة لمزيد من الوقت لاجراء اتصالات اضافية مع الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لاقناعها بضرورة وقف الاستيطان، من اجل العودة للمفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.
ودخلت القيادة الفلسطينية في اجتماعات مكثفة الخميس لبلورة خطة للتحرك بشأن دعوة اللجنة العربية للسلام لعقد اجتماع لها لاتخاذ قرار عربي فلسطيني موحد بشأن آلية التحرك في المرحلة القادمة.
واشارت مصادر فلسطينية مطلعة لـ'القدس العربي' الى ان دعوة اللجنة العربية للسلام قد تتأجل لمطلع العام القادم، في ظل وجود تحفظ عربي على عقد اجتماع لها لبحث خطة التحرك القادمة بعد فشل الجهود الامريكية في اقناع اسرائيل بوقف الاستيطان، وانشغال الادارة الامريكية حاليا بقضية ويكيليكس والوثائق السرية المسربة.
ولمحت المصادر الى امكانية تأجيل اجتماع لجنة المتابعة العربية لمطلع العام القادم في ظل انشغال المجتمع الدولي حاليا بما ينشره موقع ويكيليكس من وثائق سرية امريكية تتعلق بمعظم دول العالم.
وجاء الاعلان الفلسطيني الخميس عن فشل الجهود الامريكية مع اسرائيل لوقف الاستيطان، مع تأكيد العديد من المسؤولين الفلسطينيين الخميس أن الرد الاسرائيلي الرافض لوقف الاستيطان وصل الى القيادة الفلسطينية من خلال مصادقة بلدية الاحتلال الليلة قبل الماضية على بناء 625 وحدة استيطانية جديدة في القدس.
واكد رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني الدكتور صائب عريقات ان اعلان اسرائيل عن بناء 625 وحدة استيطانية في مستوطنة بسغات زئيف بالقدس يعتبر بمثابة رد رافض للجهود الدبلوماسية الامريكية الرامية الى تجميد الاستيطان لاستئناف مفاوضات السلام.
وقال عريقات في تصريح صحافي 'ان اسرائيل ردت على طلبنا بوقف الاستيطان والجهود الدولية لاستمرار تجميده بأنها مستمرة في الاستيطان وتواصله'.
وفي ظل تضارب الانباء الفلسطينية الخميس حول استلام السلطة ردا امريكيا رسميا يفيد بفشل جهود واشنطن مع اسرائيل لوقف الاستيطان، قال عريقات 'لسنا بحاجة الى احد ليسلمنا الرد، وقد جاء الرد من حكومة نتنياهو بالاعلان عن بناء 625 وحدة استيطانية في مستوطنة بسغات زئيف وبناء 130 وحدة في مستوطنة جيلو، وقبلها بناء سكة حديد تربط مستوطنة ارييل بتل ابيب'.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعلن الاربعاء انه يتوقع ان يتلقى الخميس الرد الرسمي الامريكي على نتائج الجهود الرامية الى حمل اسرائيل على تجميد الاستيطان، الا ان الرد الاسرائيلي وصل بعد ساعات للقيادة الفلسطينية من خلال اعلان اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلية موافقتها على خطة لبناء (625) وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة بسغات زئيف الواقعة شمال شرق مدينة القدس المحتلة.
وأعطت اللجنة الموافقة، وفقاً لبيان لوزارة الداخلية الاسرائيلية، بعد تعطيل القرار لفترة طويلة، حيث كانت هناك إشكالية تمت معالجتها في إقرار الخطة الاستيطانية الجديدة.
ويمثل الاستيطان الإسرائيلي العقبة الرئيسية في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي توقفت في السادس والعشرين من ايلول (سبتمبر) الماضي، بعدما استأنفت إسرائيل بناء الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية.
من جهته اكد النائب د. مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الخميس، ان الحكومة الاسرائيلية هي حكومة استيطان ومستوطنين وان مصادقتها على بناء 625 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة بسغات زئيف، يؤكد انها لا تريد السلام بل تسعى الى تدمير أي فرصة حقيقية لسلام عادل وشامل.
وقال البرغوثي في بيان صحافي انه لا يمكن ردع الحكومة الاسرائيلية من دون فرض مقاطعة وعقوبات عليها، مثلما جرى مع نظام الفصل 'العنصري' في جنوب افريقيا.
واضاف البرغوثي ان استفحال الاستيطان في الاراضي المحتلة يشير بما لا يدع مجالا للشك، الى ان حكومة نتنياهو تسابق الزمن لفرض واقع يحول دون اقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، واستبدال ذلك بدولة في حدود مؤقتة على معازل وكانتونات.
واوضح البرغوثي ان المفاوضات فشلت جراء الممارسات الاسرائيليةن وانه آن الاوان لتغيير ميزان القوى المختل عبر المقاومة الشعبية ودعم صمود المواطنين واستعادة الوحدة الوطنية واستنهاض حركة التضامن الدولية.
واكد البرغوثي انه منذ ستة عشر عاما ونحن ندور في اطار هذه العملية من دون نتيجة، مما يستوجب القول ان الهدف ليس عملية السلام بل السلام في حد ذاته، وانهاء الاحتلال وتحقيق آمال واهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والسيادة.
ودعا البرغوثي الى رفع الحصانة عن اسرائيل وكشف وتعرية نظام 'الابارتهايد' الذي انشأته في الاراضي الفلسطينية.
ومن جهته اعتبر الدكتور احمد مجدلاني الامين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مصادقة ما تسمى 'اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء الإسرائيلية' على بناء 625 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة بسغات زئيف، عملية تخريب متعمد لفرص استئناف عملية السلام وتهديدا للاستقرار والامن في المنطقة.
ودعا مجدلاني الى كسر الاحتكار الامريكي لعملية السلام بالضغط باتجاه لعب الاتحاد الاوروبي دورا اكبر، حيث أن مجمل القرارات التي تم اتخاذها بالتصويت عليها بالجمعية العامة للامم المتحدة لصالح الفلسطينيين كانت الادارة الامريكية ضدها، مما يكشف حجم الانحياز الامريكي لحكومة الاحتلال .
وأكد الدكتور مجدلاني أن الموقف الفلسطيني واضح وصريح وأن الاستيطان والسلام لا يمكن ان يلتقيا، وأن القيادة الفلسطينية متمسكة بقرارات الشرعية الدولية ونفذت ما عليها من التزامات، وحكومة الاحتلال الاسرائيلية تتهرب من استحقاقات المرحلة، وتنتهج المناورة وفقا للمعطيات السياسية الراهنة، وتحاول كسب الوقت لفرض المزيد من الوقائع المادية الملموسة على الأرض التي يصعب تجاوزها، للاستمرار في الضغط على الفلسطينيين، وخفض سقف طموحاتهم الوطنية.